تخيل أنه يوجد أمامك باب, و عندما تفتحه تجد نفسك في غرفة لا يوجد فيها الا طاولة و كرسي بسيطين. عندما تقترب من الطاولة تجد عليها كتاب مكتوب على جلدته شيئان اثنان لا ثالث لهما: اسمك و بقربه عبارة "أحلامي الضائعة".
فجأةً تمسك بالكتاب و تقرر أن تفتحه, تجد في أول صفحة مجموعة من أحلامك و أهدافك التي لم تتحقق و بجانب كل حلم مجموعة من الأعذار و الحجج التي تعتقد أنها السب في عدم تحقيقك لتلك الأحلام. تستمر بالقراءة و لا تجد شيئاً إلا المزيد من الأمور التي أردت تحقيقها و لكن لم تفعل, هكذا إلى أن تصل إلى صفحة يوجد فيها عمرك و عبارة واحدة تبدو مثيرة للاهتمام: "نعم, لقد كان لديك العديد من الأعذار و الأسباب التي حالت دون وصولك لأهدافك, و لكن هذا لا يهم الآن. ما يهم هو أنك لازلت على قيد الحياة و تستطيع أن تسعى وراءها الآن".
إذا كنت تفكر مثلما أفكر, أراهن بأنك ترغب بأن يكون لديك نمط حياة يساعدك و يحثك على المضي بعيداً و الوصول إلى غاياتك. لنفعل ذلك فإننا نحتاج لاستغلال الوقت الذي نملكه أفضل استغلال و خصوصاً ساعات الصباح الأولى لأنها برأيي المتواضع تحدد مسار اليوم بأكمله و بالتالي مسار حياتك ككل. الأمر يتعلق بالقيام بعادات صباحية من شأنها أن تفيدك في الوقت الراهن و في المستقبل.
من خلال قراءتي و استماعي للعديد من النصائح من أشخاص أقل ما يقال عنهم أنهم فائقي النجاح, أستطيع أن أشارك معكم 20 عادة يقوم ببعضها هؤلاء الأشخاص. حتى لا أطيل عليكم, سأقوم بتجزئة الموضوع إلى مقالين. إليكم العشر عادات الأولى:
لا تحاول أن تقوم بتغييرات جذرية في وقت الاستيقاظ دفعة واحدة. بمعنى انه اذا كنت تستيقظ التاسعة صباحاً و أردت أن تستيقظ في السابعة, حاول أن تستيقظ في الثامنة و النصف لبضعة أيام ثم في تمام الساعة الثامنة لبضعة أيام أخرى هكذا حتى تصل للسابعة صباحاً.
بعد نومٍ دام من 5 إلى 9 ساعات (بحساب وقت النوم الذي حظيت به) فإن جسمك بحاجة إلى الماء لتعويض هذا الوقت الذي قضيته بدون سوائل, ناهيك على أن شرب الماء في الصباح كافٍ حتى يبدأ جسمك باستكمال عملية الأيض (الاستقلاب) و الوصول بها الى معدلات ما قبل النوم حيث و أنه كما يعلم الجميع, فإن هذه العملية لا تكون نشطة جداً خلال الوم.
ستكون هذه بمثابة أول "مهمة" تنجزها في ذلك اليوم و ستعطيك الدافع اللازم للبدء بمهامك الأخرى.
بحسب نمط حياتك و المتغيرات البيئية حولك, يمكن أن يكون هذا النشاط عبارة عن جري, مشي, الذهاب إلى النادي, القيام ببعض التمارين المنزلية أو أي شيء آخر تستطيع القيام به ذلك الصباح. القيام بالأنشطة الرياضية له العديد من الفوائد أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- تحسين المزاج
- إعطاؤك المزيد من الطاقة
- تحسن الصحة بشكل عام و تقوية المناعة ضد الأمراض
يساعدك على الاسترخاء و الوصول إلى حالة ذهنية نموذجية للتفكير و مواجهة يومك بفاعلية.
كلا المشروبين يساعدك على أن تبدأ يومك بنشاط و حيوية.
الطعام الصحي يساعدك لتبقي على مستويات طاقة معتدلة و يبقيك في حالة صحية جيدة تساعدك في كل نواحي حياتك. و في هذا الخصوص, لا تتجاهل وجبة الافطار حيث أنها و بإجماع أغلب اختصاصيي التغذية وجبة أساسية لا غنى عنها أبداً.
خذ بعض الوقت للتفكير باليوم الذي مضى, ما هي الجوانب التي سارت كما تريد؟ ما هي الأمور التي قمت بها بشضكل صحيح و تلك الأخرى التي كان بالامكان ان تقوم بها بشكل أفضل؟ تعلم الدروس التي يجب أن تتعلمها من البارحة حتى تجعلها مساراً لك اليوم و في المستقبل.
و انت تفكر بيومك الذي مضى و بغيره من الأيام السالفة, حاول أن تكون مدرك للأمور و النعم التي تملكها و التي يجب أن تكون ممتناً لها. يساعدك القيام بذلك بالشعور بالمزيد من الرضا و يجعلك مستعداً لتبني فوق هذه النعم للوصول إلى ما تريد.
أنا لا عني هنا القيام بكتابة كل شاردة و واردة في يومك, و لكن مجرد أن تكتب عدة جمل أو جملة واحدة بسيطة تذكر فيها أهم حدث أو شيء قمت به في ذلك اليوم يعتبر كافياً. في المستقبل تستطيع أن تقرأ هذه المفكرة و تتعلم بعض الدروس و العبر أو على الأقل تحتفظ بذكريات خاصة كان من الممكن أن تنسى تفاصيلها و تاريخ وقوعها لو لم تقم بذلك.